عمدت الحكومات المتعاقبة منذ 14 جانفي إلى عدم الاعتراف بشهداء انتفاضة الحوض المنجمي


بسم الله الرحمان الرحيم
عمدت الحكومات المتعاقبة منذ 14 جانفي إلى عدم الاعتراف بشهداء انتفاضة الحوض المنجمي و جرحاها رغم ما قدمته هذه الجهة من مراكمة نضالية و ثورية عبدت الطريق لثورة الحرية و الكرامة و من هذا المنطلق نفهم عملية الاجتزاء التاريخي للمسار الثوري و عملية الطمس المتعمد لمحطات مضيئة في تاريخ تونس الاجتماعي تمهد الطريق للمتسلقين الجدد و المتكالبين على المواقع لتزييف التاريخ و السطو على نضالات الشرفاء.
إن انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 قد حققت عاملين مهمين جدّا أولهما يتمثل في كسر حاجز الخوف و تحطيم أسطورة بوليس بن علي الذي لا يقهر أما الثاني فيتمثل في تحويل النضال الاجتماعي و السياسي من طابعه النخبوي إلى حراك شعبي و جماهيري أعلن حالة التعبئة العامة لنضالات المحرومين و الجوعى و الفقراء مما أجبر نظام بن علي إلى اللجوء للحل الأمني و القضائي فأمر بإطلاق الرصاص في 6 جوان 2008 ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدت فيه مدينة الرديف كل من الحفناوي المغزاوي و عبد الخالق عميدي و قبلهما هشام علايمي بالإضافة إلى 35 جريح من خيرة الشباب الثائر و فتح الباب اثر ذلك لمحاكمات جائرة وّظف فيها قضاء التعليمات تحت إشراف سيئ الذكر وزير العدل السابق البشير التكاري ليزجّ بالمناضلين و النقابيين و العاطلين في السجون الذين كانت تنتظرهم أحكام قاسية غابت فيها شروط المحاكمة العادلة و أبسط حقوق الإنسان دون إغفال آثار التعذيب الفاضح الذي مارسته الأجهزة الأمنية على الموقوفين و التي لا تخفي نزعة التشفي و الانتقام.
إن الفهم الصحيح لتاريخية المسار الثوري يكشف بوضوح أن انتفاضة الحوض المنجمي قد أسست لهزات اجتماعية ... "فريانة", "الصخيرة", "جبنيانة", بن قردان... راكمت بدورها و هيئت الظروف الموضوعية لحالة ثورية نضجت في "سيدي بوزيد" و اشتد عنفوانها الثوري في تالة و حي الزهور و اكتمل مسارها بانخراط الأحياء الشعبية في العاصمة التي عجّلت بسقوط النظام و هروب الطاغية. و مازالت المناطق المحرومة مثل مدن الحوض المنجمي تعطي دروسا في الصمود و النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة التي لا يفهمونها إلا من خلال ما تحقق لهم و لم يتحقق لهم شيء عدا وعود كاذبة تجعل أسباب انتفاضة أخرى لا تزال قائمة.

حفناوي بن عثمان

x لا تنسى الاشتراك في صفحتنا على الفيسبوك