![]() |
سفير الإتحاد الأوروبي يعيب على الحكومة عدم توضيح برنامج عملها حول الجهات الداخلية
تمّ منذ أيام بكل من تالة والرقاب وبقية معتمديات ولايتي القصرين وسيدي بوزيد إحياء ذكرى سقوط أول شهداء الثورة التونسية التي انطلقت شرارتها من هذه المناطق الداخلية، مناطق شهدت اضطهادا وإقصاء على جميع المستويات جعلتها من أكثر الولايات تهميشا وتفقيرا.
الاحتفاء كان بجهود سكان هذه المناطق وبمعية مختلف مكونات المجتمع المدني وبجهود اعتمدت "على صفر مليم" كما قيل، ولكنها احتفالات رافقتها دموع الحسرة والألم ومشاعر الأسى "لتواصل التهميش ولامبالاة الحكومات المتعاقبة منذ انطلاق الثورة".
في تالة وبصوت واحد "مللنا الوعود والزيارات الرسمية المبهرجة دون أن نرى خطوات فعلية ".. شعار تفهمه السيد كريستان اندريانوس سفير الإتحاد الأوروبي خلال تلبيته لدعوة الأهالي لمشاركتهم احتفالاتهم.
وإن دعوه إلا أنهم لم يفوتوا على أنفسهم فرصة تبليغه رسالات واضحة حول الشراكة التونسية الأوروبية التي يريدونها "شراكة ندّ للندّ" لأنهم على وعي بقيمة "ثرواتهم الطبيعية كتربة خصبة ومناظر خلابة مهيأة إلى أن تكون مناطقهم من أجمل المناطق السياحية".
في الرقاب بُجلت كلمة عائلات الشهداء على كلمة سفير الإتحاد الأوروبي عند وصوله ساحة الشهداء احتراما لمشاعرهم "فلا كلام قبل كلامهم"، فما كان على السيد السفير إلا أن يطأطئ رأسه استجابة واحتراما لإختيار منظمي الإحتفالات.
ولم ينج سفير الإتحاد الأوروبي من انتقادات المجتمعين به يومي الأحد والإثنين بدار الثقافة بالرقاب وببلدية تالة حول سياسة الإوروبين تجاه الإستثمارت داخل البلدان النامية وفي طور النمو ومعاضدتهم للأنظمة الديكتاتورية بما في ذلك نظام بن علي في السابق.
انتقادات وُجهت له مرارا وتكرارا في كل جولاته، إلا أن دبلوماسية الأوروبيين هونت عليهم وخففت من حدة غضبهم بإيماءات بسيطة وعبـــارات سلسة فيها قدر كبير من التفهم ولكن دون تملق أو وعود واهية، فالسفير ألقى بالمسؤولية على الحكومة التونسية لا في تأخر تنفيذ الوعود والتباطؤ في النظر في اشكاليات الجهات الداخلية وإنما في تمرير المعلومــة وإحاطة التونسيين بسير أعمال الحكومة وما هي بصدد القيام به، "فالعديد من الإجتماعات انتظمت بين أعضاء الحكومة ومسؤولين من الإتحاد الأوروبي والكثير من الإتفاقيات أبرمت والعديد منها حيز التنفيذ" على حد تعبيره، "فلا لوم إذن على التونسيين عندما يتهجمون على الحكومة ويشككون في نواياها ما دامت لا تتعامل معم بشفافية وبوضوح".
هذه الاستنتاجات من قبل سفير الإتحاد الأوروبي جاءت على خلفية التنديد بسياسة الحكومات المتعاقبة منذ الثورة من قبل سكان تالة والرقاب التي رأى السفير أن من أوكد واجباتها" أن تنطلق فعليا في تشخيص الأمراض والمشاكل وتحديد البرامج وفقها ولا يكون ذلك إلا بالاتصال المباشر بالناس والاستماع إليهم للتخفيف عنهم، وهو ما اقترحته على أعضاء الحكومة للتنقل إلى الجهات وعقد جلسات عمل جدية ترفع توصياتها لتطبيقها حسب الأولويات".
وقد قيم سفير الإتحاد الأوروبي جولته بالإيجابية لاختلاف الجمهور المواكب لجلساته ولقاءاته من أنصار النهضة والسلفية، وغيرهم وإعتبر هذا الاختلاط إلى حد ما ايجابيا باعتباره يعكس تجانس مختلف شرائح المجتمع بهذه الجهات بالرغم من اختلاف الإيديولوجيات والإنتماءات، حيث أكد أندريانوس أن " ترك المجال للجميع للتعبير والمشاركة من شأنه أن يخفف من حدة الإحتقان بين جميع الأطياف"
إيمان عبد اللطيف